جيل لن يتكرر
5 مشترك
صفحة 1 من اصل 1
جيل لن يتكرر
أتى شابّان إلى الخليفة عمر بن الخطاب رضي الله عنه
وكان في المجلس وهما يقودان رجلاً من البادية فأوقفوه أمامه
قال عمر: ما هذا
قالوا : يا أمير المؤمنين ، هذا قتل أبانا
قال: أقتلت أباهم ؟
قال: نعم قتلته !
قال : كيف قتلتَه ؟
قال : دخل بجمله في أرضي ، فزجرته ، فلم ينزجر،
فأرسلت عليه حجراً ، وقع على رأسه فمات...
قال عمر : القصاص ...
قرار لم يكتب ... وحكم سديد لايحتاج مناقشة ،
لم يسأل عمر عنأسرة هذا الرجل ،
هل هو من قبيلة شريفة ؟ هل هو من أسرة قوية ؟
ما مركزه في المجتمع ؟
كل هذا لايهم عمر - رضي الله عنه -
لأنه لايحابي أحداً في دين الله ،
ولايجامل أحدا ًعلى حساب شرع الله ،
ولو كان ابنه القاتل ، لاقتص منه ..
قال الرجل : يا أمير المؤمنين :
أسألك بالذي قامت به السماوات والأرض
أن تتركني ليلة ، لأذهب إلى زوجتي وأطفالي في البادية ،
فأُخبِرُهم بأنك سوف تقتلني ، ثم أعود إليك ،
والله ليس لهم عائل إلا الله ثم أنا
قال عمر : من يكفلك أن تذهب إلى البادية ، ثم تعود إليَّ؟
فسكت الناس جميعا ً، إنهم لا يعرفون اسمه ، ولا خيمته ،
ولا داره ولا قبيلته ولا منزله ، فكيف يكفلونه ،
وهي كفالة ليست على عشرة دنانير، ولا على أرض ،
ولا على ناقة ، إنها كفالة على الرقبة أن تُقطع بالسيف ..
ومن يعترض على عمر في تطبيق شرع الله ؟
ومن يشفع عنده ؟ومن يمكن أن يُفكر في وساطة لديه ؟
فسكت الصحابة ، وعمر مُتأثر ، لأنه وقع في حيرة ،
هل يُقدم فيقتل هذا الرجل ، وأطفاله يموتون جوعاً هناك
أو يتركه فيذهب بلا كفالة ، فيضيع دم المقتول ،
وسكت الناس ، ونكّس عمر رأسه ،
والتفت إلى الشابين : أتعفوان عنه ؟
قالا : لا ، من قتل أبانا لا بد أن يُقتل يا أمير المؤمنين..
قال عمر : من يكفل هذا أيها الناس ؟!!
فقام أبو ذر الغفاريّ بشيبته وزهده ، وصدقه،
وقال: يا أمير المؤمنين ، أنا أكفله
قال عمر : هو قَتْل ، قال : ولو كان قاتلا!
قال: أتعرفه ؟
قال: ما أعرفه ، قال : كيف تكفله ؟
قال: رأيت فيه سِمات المؤمنين ،
فعلمت أنه لا يكذب ، وسيأتي إن شاءالله
قال عمر : يا أبا ذرّ ، أتظن أنه لو تأخر بعد ثلاث أني تاركك!
قال: الله المستعان يا أمير المؤمنين ...
فذهب الرجل ، وأعطاه عمر ثلاث ليال ٍ، يُهيئ فيها نفسه،
ويُودع أطفاله وأهله ، وينظر في أمرهم بعده،
ثم يأتي ، ليقتص منه لأنه قتل ....
وبعد ثلاث ليالٍ لم ينس عمر الموعد ، يَعُدّ الأيام عداً،
وفي العصرنادى في المدينة : الصلاة جامعة ، فجاء الشابان،
واجتمع الناس ، وأتى أبو ذر وجلس أمام عمر،
قال عمر: أين الرجل ؟ قال : ما أدري يا أمير المؤمنين!
وتلفَّت أبو ذر إلى الشمس،وكأنها تمر سريعة على غير عادتها
وسكتالصحابة واجمين، عليهم من التأثر مالا يعلمه إلا الله.
صحيح أن أبا ذرّ يسكن في قلب عمر،
وأنه يقطع له من جسمه إذا أراد
لكن هذه شريعة ، لكن هذا منهج ،
لكن هذه أحكام ربانية ، لا يلعب بها اللاعبون
ولا تدخل في الأدراج لتُناقش صلاحيتها،
ولا تنفذ في ظروف دون ظروف وعلى أناس دون أناس،
وفي مكان دون مكان...
وقبل الغروب بلحظات ، وإذا بالرجل يأتي،
فكبّر عمر ،وكبّر المسلمون معه
فقال عمر : أيها الرجل أما إنك لو بقيت في باديتك ،
ما شعرنا بك وما عرفنا مكانك !!
قال: يا أمير المؤمنين ، والله ماعليَّ منك
ولكن عليَّ من الذي يعلم السرَّ وأخفى !!
ها أنا يا أمير المؤمنين،
تركت أطفالي كفراخ الطير لا ماء ولا شجر
في البادية ،وجئتُ لأُقتل..
وخشيت أن يقال لقد ذهب الوفاء بالعهد من الناس
فسأل عمر بن الخطاب أبو ذر لماذا ضمنته؟؟؟
فقال أبو ذر: خشيت أن يقال لقد ذهب الخير من الناس
فوقف عمر وقال للشابين : ماذا تريان؟
قالا وهما يبكيان : عفونا عنه يا أمير المؤمنين لصدقه..
وقالوا نخشى أن يقال لقد ذهب العفو من الناس!
قال عمر : الله أكبر ، ودموعه تسيل على لحيته ....
جزاكما الله خيراً أيها الشابان على عفوكما ،
وجزاك الله خيراً يا أبا ذرّ
يوم فرّجت عن هذا الرجل كربته
وجزاك الله خيراً أيها الرجل لصدقك ووفائك ..
وجزاك الله خيراً يا أمير المؤمنين لعدلك ورحمتك....
قال أحد المحدثين : والذي نفسي بيده ،
لقد دُفِنت سعادة الإيمان والإسلام في أكفان عمر!!
.[/center[/size]]وكان في المجلس وهما يقودان رجلاً من البادية فأوقفوه أمامه
قال عمر: ما هذا
قالوا : يا أمير المؤمنين ، هذا قتل أبانا
قال: أقتلت أباهم ؟
قال: نعم قتلته !
قال : كيف قتلتَه ؟
قال : دخل بجمله في أرضي ، فزجرته ، فلم ينزجر،
فأرسلت عليه حجراً ، وقع على رأسه فمات...
قال عمر : القصاص ...
قرار لم يكتب ... وحكم سديد لايحتاج مناقشة ،
لم يسأل عمر عنأسرة هذا الرجل ،
هل هو من قبيلة شريفة ؟ هل هو من أسرة قوية ؟
ما مركزه في المجتمع ؟
كل هذا لايهم عمر - رضي الله عنه -
لأنه لايحابي أحداً في دين الله ،
ولايجامل أحدا ًعلى حساب شرع الله ،
ولو كان ابنه القاتل ، لاقتص منه ..
قال الرجل : يا أمير المؤمنين :
أسألك بالذي قامت به السماوات والأرض
أن تتركني ليلة ، لأذهب إلى زوجتي وأطفالي في البادية ،
فأُخبِرُهم بأنك سوف تقتلني ، ثم أعود إليك ،
والله ليس لهم عائل إلا الله ثم أنا
قال عمر : من يكفلك أن تذهب إلى البادية ، ثم تعود إليَّ؟
فسكت الناس جميعا ً، إنهم لا يعرفون اسمه ، ولا خيمته ،
ولا داره ولا قبيلته ولا منزله ، فكيف يكفلونه ،
وهي كفالة ليست على عشرة دنانير، ولا على أرض ،
ولا على ناقة ، إنها كفالة على الرقبة أن تُقطع بالسيف ..
ومن يعترض على عمر في تطبيق شرع الله ؟
ومن يشفع عنده ؟ومن يمكن أن يُفكر في وساطة لديه ؟
فسكت الصحابة ، وعمر مُتأثر ، لأنه وقع في حيرة ،
هل يُقدم فيقتل هذا الرجل ، وأطفاله يموتون جوعاً هناك
أو يتركه فيذهب بلا كفالة ، فيضيع دم المقتول ،
وسكت الناس ، ونكّس عمر رأسه ،
والتفت إلى الشابين : أتعفوان عنه ؟
قالا : لا ، من قتل أبانا لا بد أن يُقتل يا أمير المؤمنين..
قال عمر : من يكفل هذا أيها الناس ؟!!
فقام أبو ذر الغفاريّ بشيبته وزهده ، وصدقه،
وقال: يا أمير المؤمنين ، أنا أكفله
قال عمر : هو قَتْل ، قال : ولو كان قاتلا!
قال: أتعرفه ؟
قال: ما أعرفه ، قال : كيف تكفله ؟
قال: رأيت فيه سِمات المؤمنين ،
فعلمت أنه لا يكذب ، وسيأتي إن شاءالله
قال عمر : يا أبا ذرّ ، أتظن أنه لو تأخر بعد ثلاث أني تاركك!
قال: الله المستعان يا أمير المؤمنين ...
فذهب الرجل ، وأعطاه عمر ثلاث ليال ٍ، يُهيئ فيها نفسه،
ويُودع أطفاله وأهله ، وينظر في أمرهم بعده،
ثم يأتي ، ليقتص منه لأنه قتل ....
وبعد ثلاث ليالٍ لم ينس عمر الموعد ، يَعُدّ الأيام عداً،
وفي العصرنادى في المدينة : الصلاة جامعة ، فجاء الشابان،
واجتمع الناس ، وأتى أبو ذر وجلس أمام عمر،
قال عمر: أين الرجل ؟ قال : ما أدري يا أمير المؤمنين!
وتلفَّت أبو ذر إلى الشمس،وكأنها تمر سريعة على غير عادتها
وسكتالصحابة واجمين، عليهم من التأثر مالا يعلمه إلا الله.
صحيح أن أبا ذرّ يسكن في قلب عمر،
وأنه يقطع له من جسمه إذا أراد
لكن هذه شريعة ، لكن هذا منهج ،
لكن هذه أحكام ربانية ، لا يلعب بها اللاعبون
ولا تدخل في الأدراج لتُناقش صلاحيتها،
ولا تنفذ في ظروف دون ظروف وعلى أناس دون أناس،
وفي مكان دون مكان...
وقبل الغروب بلحظات ، وإذا بالرجل يأتي،
فكبّر عمر ،وكبّر المسلمون معه
فقال عمر : أيها الرجل أما إنك لو بقيت في باديتك ،
ما شعرنا بك وما عرفنا مكانك !!
قال: يا أمير المؤمنين ، والله ماعليَّ منك
ولكن عليَّ من الذي يعلم السرَّ وأخفى !!
ها أنا يا أمير المؤمنين،
تركت أطفالي كفراخ الطير لا ماء ولا شجر
في البادية ،وجئتُ لأُقتل..
وخشيت أن يقال لقد ذهب الوفاء بالعهد من الناس
فسأل عمر بن الخطاب أبو ذر لماذا ضمنته؟؟؟
فقال أبو ذر: خشيت أن يقال لقد ذهب الخير من الناس
فوقف عمر وقال للشابين : ماذا تريان؟
قالا وهما يبكيان : عفونا عنه يا أمير المؤمنين لصدقه..
وقالوا نخشى أن يقال لقد ذهب العفو من الناس!
قال عمر : الله أكبر ، ودموعه تسيل على لحيته ....
جزاكما الله خيراً أيها الشابان على عفوكما ،
وجزاك الله خيراً يا أبا ذرّ
يوم فرّجت عن هذا الرجل كربته
وجزاك الله خيراً أيها الرجل لصدقك ووفائك ..
وجزاك الله خيراً يا أمير المؤمنين لعدلك ورحمتك....
قال أحد المحدثين : والذي نفسي بيده ،
لقد دُفِنت سعادة الإيمان والإسلام في أكفان عمر!!
قمر الليالي- عضو برونزي
- عدد الرسائل : 129
الدولة\المدينة : الجمهورية العربية السورية - دمشق
أعلام الدول :
الأوسمة :
تاريخ التسجيل : 28/08/2008
رد: جيل لن يتكرر
مشكورة أختي على القصة المعبرة
أنين الحزن- عضو فضي
- عدد الرسائل : 360
الأوسمة :
تاريخ التسجيل : 07/08/2008
رد: جيل لن يتكرر
قصة رائعة بارك الله فيكي ... وجزاكي الله خيراً
نتمنى أن يأتي من يحكمنا بمثل الفاروق عمر رضي الله عنه ..
نتمنى أن يأتي من يحكمنا بمثل الفاروق عمر رضي الله عنه ..
رد: جيل لن يتكرر
مشكورين أعزائي
شرفني مروركما حبيبتي أنين
والمحترم مديرنا العزيز ومايزيدني شرفاً وجودي معكم
إن شاء الله على طول...
شرفني مروركما حبيبتي أنين
والمحترم مديرنا العزيز ومايزيدني شرفاً وجودي معكم
إن شاء الله على طول...
قمر الليالي- عضو برونزي
- عدد الرسائل : 129
الدولة\المدينة : الجمهورية العربية السورية - دمشق
أعلام الدول :
الأوسمة :
تاريخ التسجيل : 28/08/2008
رد: جيل لن يتكرر
قصة مؤثرة جدااااا
بوركت غاليتي قمر الليالي
في ميزان حسناتك
بوركت غاليتي قمر الليالي
في ميزان حسناتك
عاشقة فلسطين- مشرفة المرئيات والفيديو
+ الأقسام العلمية - عدد الرسائل : 300
العمر : 35
الدولة\المدينة : الجزائر
المزاج : جيد
أعلام الدول :
الأوسمة :
تاريخ التسجيل : 11/08/2008
رد: جيل لن يتكرر
بوركتِ أنتِ عزيزتي عاشقة فلسطين
على كل ماتقدمينه من مواضيع مهمة وشيقة....
شكراً لمرورك
على كل ماتقدمينه من مواضيع مهمة وشيقة....
شكراً لمرورك
قمر الليالي- عضو برونزي
- عدد الرسائل : 129
الدولة\المدينة : الجمهورية العربية السورية - دمشق
أعلام الدول :
الأوسمة :
تاريخ التسجيل : 28/08/2008
رد: جيل لن يتكرر
يعطيك الف عافية ع هذه القصة المعبرة
المارد الفلسطيني- عضو محترف
- عدد الرسائل : 68
الدولة\المدينة : فلسطيني وافتخر
أعلام الدول :
مزاجك اليوم :
تاريخ التسجيل : 25/07/2009
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى